تعدّ ليلة القدر واحدة من أعظم الليالي أجراً لمن استطاع قيامها، فهي تعادل ألف شهر، وهي واحدة من ليالي شهر رمضان الفضيل، والتي أنزل فيها القرآن الكريم، وأمّا عن وقتها بالتحديد فهو غير محدد، ولكن اعتاد المسلمون على إحياء هذه الليلة في السابع والعشرين من رمضان، ويرجح أن تكون أحد الأيام الفردية في العشر الأواخر من شهر رمضان.
وحرصاً على تحرّيها، فإن المسلمين في العادة يجتهدون في العشر الأواخر جميعها، تجنّباً لحدوث خطأ عند تحرّي هلال رمضان، فقد يتسبب خطأ تحرّيه في تقديم الصيام يوماً أو تأخيره يوماً؛ وبالتالي يحدث خطأ في كون اليوم فرديّاً أو زوجيّاً، وإنّ المسلمين يحيونها بعدد من العبادات والأعمال، ونذكر منها في هذا المقال ما يلي.
أعمال ليالي القدر قراءة القرآن الكريمفهو عبادة يجب المداومة عليها بشكل يومي، فالقرآن يشفع للمداومين على قراءته يوم القيامة، وفي كل حرف يقرأه الفرد يأخذ عشر حسنات، فكيف إذا ما تم قراءته في هذه الليلة المباركة، فالأجر عظيم وكبير فيها .
التسبيح وذكر الله ذكرُ الله يريح القلب ويطمئن البال، كما أن الاستغفار يزيل الذنوب ويمحو الخطايا، ويزيد الرزق وبركة المال والأولاد، والمؤمن يحرص على كثرة الاستغفار على طبيعة الحال، ويُكثِر منه في ليلة القدر؛ كون الأجر فيها لا يعدل الأجر في الأيام العادية. الصلاة يحرص المؤمن على أداء الصلوات الخمس المفروضة عليه، ولكنه يكثر من عمل النوافل والصلاوات التطوعيّة، فالمؤمن يتقرّب من الله عزّ وجل بزيادة النوافل بعد أن يتمّ الفرائض على أكمل وجه، ويصلّي بقدر ما شاء من عدد الركعات، ويدعو فيها ما شاء لنفسه وأهله، ومن الصلوات التي يصلّيها البعض في هذه الليلة؛ صلاة التسابيح التي يعرف عنها عظم فضلها، وكبر ثوابها، والتي تقوم بالإجمال على أداء أربع ركعات كالصلاة الرباعية.لكن ما يزيد هنا عن الصلوات الرباعية المعتادة هو التسبيح بعدد معين من المرات للذِّكْر التالي: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، في القيام والركوع وكذلك السجود، ويكون إجمال عدد التسبيحات للركعات الأربع هو 300 تسبيحة، بواقع 75 تسبيحة في كل ركعة.
الدعاءإن الدعاء من أهم العبادات التي تبقي الفرد على تواصل مع الله عزّ وجلّ، وهو ليس بحاجة إلى شروط أو كيفية أو أوقات، فيمكن للفرد الدعاء متى شاء وفي أي مكان، ولكن هناك أدعية يستحب الدعاء فيها في هذه الليلة مثل: "اللهم إنك عفو كريم تحبّ العفو فاعفُ عنّا"، ولكن يستحب أن يتوجه الفرد إلى القبلة أثناء الدعاء.
وإن العبادات والأعمال الخيّرة لا تنحصر فيما ذكرناه، فما ذكرناه هو غيض من فيض، ويمكن للشخص الاجتهاد وعمل ما يحلو له من أوجه الخير؛ طلباً للأجر والثواب العظيم الذي أعدّه الله لمن يحيي هذه الليلة.
المقالات المتعلقة بأعمال ليالي القدر